من مظاهر موالاة الكفار:
1- من مظاهر موالاة الكفار التشبه بهم في الملبس والكلام وغیرهما لأن التشبه بهم في الملبس
-صلى الله علیه وسلم-
ّ
والمأكل وغیرهما یدل على محبة المتشبه للمتشبه به ، ولهذا قال النبي
((من تشبه بقوم فهو منهم)) . فیحرم التشبه بالكفار فیما هو من خصائصهم ومن عاداتهم
وعباداتهم وسمعتهم وأخلاقهم كحلق اللحىٕواطالة الشوارب والرطانة بلغتهم إلاّ عند الحاجة وفي
هیئة اللباس والأكل والرب وغیر ذلك .
2- من مظاهر موالاة الكفار الإقامة في بلادهم وعدم الانتقال منها إلى بلد المسلمین لأجل الف ارر
بالدین لأن الهجرة بهذا المعنى ولهذا الغرض واجبة على المسلم لأن إقامته في بلاد الكفر تدل على
موالاة الكافرین - ومن هنا حرم الله إقامة المسلم بین الكفار إذا كان یقدر على الهجرة قال تعالى
{إن الذین توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فیم كنتم قالوا كنا مستضعفین في الأرض قالوا أو لم
تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فیها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصی ار إلاّ المستضعفین من الرجال
والنساء والوالدان الذین لا یستطیعون حیلة ولا یهتدون سبیلا فأولئك عسى الله أن یعفو عنهم وكان
الله عفوا غفو ار} . فلم یعذل الله في الإقامة في بلاد الكفار إلاّ المستضعفین الذین لا یستطیعون
الهجرة .
3- ومن مظاهر موالاة الكفار السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس ، والسفر إلى بلاد
الكفار محرم إلاّ عند الضرورة - كالعلاج والتجارة والتعلم للتخصصات النافعة التي لا یمكن الحصول
علیها إلاّ بالسفر - فیجوز بقدر الحاجة ،ٕواذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمین .
ویشترط كذلك لجواز السفر أن یكون مظه ار لدینه معت اًز بإسلامه مبتعداً عن مواطن الشر حذ اًر من
دسائس الأعداء ومكائدهم ، وكذلك یجوز السفر أو یجب إلى بلادهم إذا كان لأجل الدعوة إلى الله
ونشر الإسلام .
4- ومن مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمین ومدحهم والذب عنهم ، وهذا -
من نواقض الإسلام وأسباب الردة - نعوذ باĸ من ذلك .
5- ومن مظاهر موالاة الكفار الاستعانة بهم والثقة بهم وتولیتهم المناصب التي فیها أس ارر
المسلمین واتخاذهم بطانة ومستشارین ، قال الله تعالى {یا أیها الذین آمنوا لا تتخذوا بطانة من
دونكم لا یألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بینا
لكم الآیات إن كنتم تعقلون ها أنتم أولاء تحبونهم ولا یحبونكم وتؤمنون بالكتاب كلهٕواذا لقوكم قالوا
آمنإواذا خلوا عضوا علیكم الأنامل من الغیظ قل موتوا بغیظكم إن الله علیم بذات الصدور إن
تمسسكم حسنة تسؤهمٕوان تصبكم سیئة یفرحوا بها} [ آل عم ارن : 120 - 118 ] .
فهذه الآیات الكریمات تشرح دخائل الكفار وما یكنونه نحو المسلمین من بغض وما یدبرونه ضدهم
من مكر وخیانة وما یحبونه من مضرة المسلمینٕوایصال الأذى إلیهم بكل وسیلة وأنهم یستغلون
ثقة المسلمین بهم فیخططون للإض ارر بهم والنیل منهم .